روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مداخل الشيطان على ملتزمات الشبكة!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مداخل الشيطان على ملتزمات الشبكة!!


  مداخل الشيطان على ملتزمات الشبكة!!
     عدد مرات المشاهدة: 4007        عدد مرات الإرسال: 0

تظلُّ الشبكة العنكبوتية المتنفس الأول بلا منازع لأصحاب الدعوات الصادقة، والقيم الفاضلة لبث ما لديهم من العلوم والآداب والفوائد في عصر إستحوذ الفساد على كل القنوات الإعلامية المتاحة في العالم!!

ولأنَّ طبيعة الشبكة القابلة لإحتواء كلّ الأطياف الدينية والفكرية والتوجيهية في أصقاع المعمورة دون تمييز في مساحات الفرص المتاحة إلاّ بحسب الجهد الذاتي، والهمة الشخصية والقدرة المادية!!

فقد هبّ الصالحون من علماء وطلاّب علم ودعاة رجالاً ونساءً إلى إستغلال الشبكة تعلماً وتعليماً ودعوة وإحتساباً وكان للنساء الصالحات من ذلك حظ وافر، وجهد مشكور في الجملة، بيد أنَّ الطبيعة البشرية، والجبلة الإنسانية، والعوارض الفطرية تظل لصيقة بالجميع لا تنفك إلاّ بمجاهدة شاقة، ومقاومة دائمة.. ومن أبرز العقبات وأخطر الآفات الكفيلة بتعويق المسيرة الدعوية وتشتيت الجهود العلمية والإحتسابية.

بل ربما حدوث النكسة الأخلاقية، واللوثة الفطرية هو التوسع في إقامة العلاقات بين الجنسين المتجاذبين أساسا في أصل الفطرة!!

فالرجل يبقى رجلاً والمرأة تظل امرأة وإن صدقت التوجهات وسلمت النوايا!

ولذا لم يكن ضرباً من الحصار الفكري ذلك التوجيه القرآني البديع لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخضوع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض!!

فإذا كان خير نساء العالمين يُحذرن مغبة إثارة شهوات الرجال الأولين في خير القرون فكيف بنساء الزمان وإن كُنّ داعيات فاضلات، وطالبات علم تقيات؟!

ومن زعمت أنّها تأمن الفتنة منها وبها فهي واهمة بل مغرورة للأسف الشديد!!

وواقع الحال يسجل بمرارة حوادث مؤسفة نجمت عن علاقة بدأت بريئة لخدمة الدعوة وإنتهت بفاجعة يرتجف القلم قبل تسطير حقيقة وقوعها!!

كلُّ ذلك بسبب التوسع في إنشاء العلاقات البريئة والأخوية.. وتحت مظلة التعاون على البر والتقوى!!

وفيما يلي سرد لبعض مداخل الشيطان على الملتزمات العاملات في الشبكة دعوة واحتساباً!

1= المدخــل الأول:

قبول العمل إشرافاً على منتدى أو عضوية فيه، مع رجال لا تعرفهم، ولم تسمع بهم من قبل! فبعض أصحاب المواقع يعرضون على الفتيات مهمة الإشراف أو المراقبة على بعض منتدياتهم، ويتبادلون معهن أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني لإنجاز العمل!

وقد تكون النوايا في الغالب سليمة لكن مع مرور الوقت يتجرأ كلُّ طرف على الآخر، وتخرج المحادثات عن نطاق المهام الدعوية إلى تقصي الحقائق الشخصية وربّما آل الأمر في نهاية المطاف إلى المصير المحتوم لأمثال هذه العلاقات!!

2= المدخـــل الثاني:

تقوم بعض الملتزمات بتصفح بعض المواقع والمنتديات المختلطة وربما إستهواها أحد الموضوعات فكتبت تعقيباً من وجهة نظرها..

وحيث أنَّ المشاركات ممنوعة إلاَّ بعد تسجيل البريد الإلكتروني.. فهنا زيّن الشيطان لبعض القائمين على تلك المواقع تشجيع هذه المشاركة الجادة فأرسل رسالة تهنئة، بعبارات عطرة، ومشاعر دافئة، وعرض خاص بأن تكون صاحبة المشاركة عضواً فعالاً بالترقي إلى الإشراف على أحد المنتديات وبمرور الزمن يؤول الأمر إلى ما هو معلوم!!

وقد تكون التهنئة من أحد الأعضاء الذكور عبر بريدها الإلكتروني أو الرّد المباشر على موضوع المشاركة، ومع الوقت يحدث الأمر المشين!!

3= المدخـــل الثالث:

قد تدخل بعض الملتزمات أحد المنتديات بإسم مستعار وبشخصية رجل فتتعرف على شخص ينتحل شخصية امرأة فيراسلها مع غلبة ظنه أنها امرأة -لخبرتهم في الدهاء والمكر- ويطلب مساعدتها في التوجيه والإرشاد وإستفتائها، وربما آل الأمر بعد ذلك إلى طلب اللقاء بها وإستضافتها في منزله وهنا قد تستجيب الملتزمة بعد أن تظهر شخصيتها الأنوثية وتكون قد وثقت بصديقتها!! الرجل وهنالك تحدث المأساة.

4= المدخـــل الرابع:

قد يستهوي بعض الملتزمات إستفتاء أو إستشارة بعض مدعي العلم! والخبراء التربويين!! الذين ركبوا موجة الفُتيا جذباً للزبائن! فتبث لهم همومها ومشكلاتها الخاصة، وأوضاعها العائلية، وربما إستدرجها المفتي المزعوم أو الخبير التربوي! إلى الإفصاح له عن أخص الخصوصيات تمهيداً لوصف العلاج الناجح، وتقديم الفتيا الملائمة، والإستشارة المناسبة، حتى إذا ما حصل مراده، وتحقق أمله في جمع ما يُحب من المعلومات والخصوصيات بدا مسلسل الإبتزاز والمساومة أو التهديد والترهيب وهنا تكون مزلة الأقدام، ومصرع الفضيلة!

5= المدخـــل الخامس:

وقريباً من سابقه وقوع الملتزمة ضحية بعض مدعي تعبير الرؤى فالمعبرون في عصرنا يتكاثرون بشكل لافت للنظر فما المانع لدى البعض أن يتلاعب بالنبوة طالما أنها تجذب له الجمهور وتحقق له الشهرة، وتنقله إلى مصاف الوجهاء النبلاء ومن هنا تقع الكثيرات ضحايا خداع المعبرين!! الذين يجعلون من التعبير مصيدة يصطادون من خلالها كلّ ضعيفة همة وناقصة عقل ودين!!

ولا ينبغي أن يُفهم من هذه اللفتات أننا نُعمم في أحكامنا أو نبالغ في أقوالنا أو نرجم بالغيب، فالواقع المشاهد يدل على صحة ما ذهبنا اليه ولفتنا الأنظار إلى خطورته!

لذا لا ينبغي أن نُغلّب جانب الثقة في الجميع دون تمييز مهما كان المظهر العام!!

وهاهم جهابذة علم الحديث من أسلافنا الكرام لم يزالوا في تمحيص وتدقيق في أحوال الرواة ليميزوا المقبول من المردود من حديث المصطفى عليه السلام، مع كون كثير من الرواة، ورجال الأسانيد على دين وعبادة وما ذاك إلاّ حماية لميراث النبوة الشريف وللعلم بإندساس كثير من الوضاعين والكذابين في صفوف المحدثين!!

فإذا كان الناس منذ القدم يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم ويضعون عليه أحاديث لم ينطق بها يوماً من الدهر أفلا يكون الكذب على غيره في هذا الزمان بطريق التعبير وغيره أولى وأحرى؟!

6= المدخـــل السادس:

غرف المحادثة -الشات- تُعدُّ غرف المحادثة أخطر وأخبث ما إبتكره دهاقنة الفساد، وسماسرة الأعراض، وهي مراتع لإنتهاك كلّ فضيلة، ووأد كلّ حياء!!

ولا إله إلاّ الله كم هتك من خلال هذه الغرف من عرض وكم اُغتيل من شرف، وكم صُبّت في الأرحام من نطف نجسة حرام!!

هذه الغُرف المشؤومة تدخلها بعض الفتيات الصالحات بتسويل من الشيطان بدعوى الفضول أحياناً وإكتشاف المجهول وبحجة الدعوة!! في أحيان أخرى والمسألة لا تكلف سوى إختيار إسم مستعار ومن ثم الدخول إلى غرف الخنا والفاحشة حيث يقابلها عبارات في غاية الأسفاف، وألفاظ غاية في البذاءة وربما تجلدت المسكينة واحتسبت!! البقاء في هذا الجو العاصف من السفه والمجون بقصد الإصلاح والنصيحة!!

ثم بدأت ترسل عبارات التذكير والوعظ على إستحياء لكنها لا تلبث أن تنهار أمام العبارات الجارحة للحياء، المنتهكة للفضيلة، ومع كثرة الإمساس تثور الشهوات، وتتحرك الفتن ويحدث المحذور!!

وأخيرا أقول مرة ثانية وثالثة أنني لا أعمم في أحكامي ولا أبالغ في مقالي ولكني أغار على بنات قومي، وأخواتي في الدين والعقيدة!

اللهم احفظ علينا ديننا ياكريم!

الكاتب: د. رياض بن محمد المسيميري.

المصدر: موقع صيد الفوائد.